قام الفلسطينيون، عبر مندوبهم الدائم في اليونسكو، بتسليم ملف ترشيح موقع أريحا القديمة لإدراج الموقع على لائحة التراث العالمي.

وقال إياد حمدان، مدير عام وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في أريحا: إن طواقم الوزارة المختصة بالتراث العالمي عملت خلال ثلاث سنوات لتحضير ملف ترشيح "تل السلطان" في أريحا لتسجيلها في لائحة التراث العالمي، فبعد الاعتراف بفلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة تم تسجيل بيت لحم في عام 2012 والخليل في عام 2016 إضافة للقدس على لائحة التراث العالمي واليوم نسعى لتسجيل أريحا.

وحسب وكالة الأنباء العمانية "أونا"، ذكر حمدان أن لمدينة أريحا القديمة (تل السلطان) أهمية كبيرة كموقع إنساني عالمي إذ يمثل بداية الاستقرار البشري والانتقال إلى حياة السكن في المدن المحصنة على مستوى العالم، فعندما نذكر أقدم المدن التي عرفها البشر نذكر تل السلطان ففيها شهد الإنسان بداية الزراعة وتدجين الحيوانات وصناعة الفخار وتطور مواد البناء.

وأوضح أن أريحا القديمة (تل السلطان) تعود بتاريخها إلى العصر الحجري الحديث وهي الفترة التي عرفت فيها المدينة التحصين عبر أسوار دفاعية ضخمة وبرج دائري يحوي 22 درجة كانت تقود لأعلى البرج.

وما يميز موقع تل السلطان أو أريحا القديمة أنه من أقدم مواقع ومدن العالم التي لها نظام سياسي واجتماعي وديني بمعنى أنه حتى عبادة الأسلاف عرفت من هذا الموقع حيث تم العثور على عشرات الجماجم وكانت عيونها مغطاة بالصدف ومطلية بالجبس، وجدت مدفونة أمام المنازل ما يؤشر على بدايات عبادة الأسلاف ما يجعل من تل السلطان تراثا إنسانيا عالميا، ومن ثم ارتأت وزارة السياحة والآثار تسجيله في اللائحة لعالمية.

وتابع أنه على الرغم من أهمية الموقع التاريخية إلا أنه من المواقع الأثرية صعبة التفسير إذ أن الشواهد الفيزيائية للموقع غير واضحة كباقي المواقع الأثرية فلا يظهر فيه إلا بعض الأسوار الحجرية التي تعود إلى العصر البرونزي وبرج من العصر الحجري الحديث، غير أن باقي الشواهد الفيزيائية من الصعب على الزائر العادي أن يفهمها، ولهذا عمدت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية لإبراز هذه الشواهد للزائرين بواسطة عمل مسارات ومركز خدمات ومتحف وتأهيل الموقع سياحيا عبر مشروع تم التوقيع عليه بين وزارة السياحة والآثار الفلسطينية واليونسكو والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي بقيمة 2.4 مليون يورو.