
الكبة.. قصة طبق بلاد الشام الذي انتشر في كل أنحاء العالم
تُعتبر المائدة الشامية هي الأكثر تنوعًا في المطابخ العربية، حيث تتميز بالأنواع الكثيرة واللذيذة والتي انتشرت ليس في العالم العربي فقط؛ بل في كل دول العالم، لكن تظل الكبة هي الأكثر انتشارًا وشعبية، فلا يوجد من يتذوقها ويستطيع مقاومتها.
الكبة.. هي الطبق الرئيسي الدسم في المائدة الشامية؛ فلا تخلو مناسبة إلا ويكون حاضرًا فيها ويعبر عن جمال الأكل الشامي ما يجعل أن وجودها على المائدة يستقطب الأنظار ويصبح الكل في انتظار تناولها بمذاقها الرائع.
على الرغم من أن الكبة طبق شامي أصيل ومرتبط بأهالي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن؛ إلا أن مذاقه الرائع جعله ينتشر في كل البلدان العربية بداية من العراق والإمارات والكويت والسعودية في الخليج مروروًا بمصر وحتى تونس والمغرب والجزائر في شمال إفريقيا؛ بل أن شهرته لم تتوقف عند ذلك الحد بل وصلت إلى إيران وتركيا والأبعد من ذلك أوروبا والبرازيل.. فما هي قصته؟
تاريخ الكبة
يرجع المؤرخون إلى أن أصل الكبة كان في عهد الإمبراطورية الآشورية، حيث كانت تُمسى (الكبتو)، والتي تعني الشئ الدائري أو المنتفخ وفقًا لما ورد في النصوص الآشورية القديمة (879 ق.م)، وكان أول من أعدها هو الطاهي الخاص بالملك الآشوري آشور ناصربال الثاني، حيث أراد الملك أن يعد له وليمة لذيذة تُبهر الحضور من سفراء الدول المختلفة، وتناول الجميع الكبة وانبهروا بمذاقها الرائع وكانت بداية انتشارها.
فيما يقول بعض المؤرخون إن الكبة مسقط رأسها في مدينة حلب السورية، ومن هناك انتشرت إلى بلاد الشام وأصبحت ضمن هوية المطبخ الشامي، واستمرت على مر العصور يتم إعدادها بطرق متعددة حتى أصبحت بشكلها الحالي ومذاقها الآن.
انتشار الكبة في كل أنحاء العالم
ارتباط أهل الشام بطبقهم الرئيسي الكبة، جعلهم يعدونه في كل مكان يذهبون إليه، وهذا ما جعل البلاد القريبة منهم تتذوق هذا الطبق وتعجب به ويبدأ في الانتشار بكل البلاد، ومع اجتياح العثمانين لبلاد الشام عرفوا هذا الطبق واصطبحوا الكثير من الطهاة إلى إسطنبول وبدأ إعداده هناك مع إضافة بعض التوابل ليصبح بطريقة مختلفة ولكن بنفس الاسم.
في أواخر القرن التاسع عشر، بدأ أهالي بلاد الشام من سوريا ولبنان في الهروب من الاضطهاد العثماني والهجرة إلى أوروبا وهناك أعدوا الكبة لتبدأ في الانتشار في أوروبا، ويتم إعدادها في كل بلد بطريقة مختلفة وفقًا لثقافة الشعب.
في ذات الوقت هاجر الكثير من أهل الشام إلى أمريكا الجنوبية والبرازيل، وأعدوا طبقهم المُعتاد في هذا المكان البعيد، وأعجب الشعب البرازيلي كثيرًا بالكبة، ومع اندماج الكثير من المهاجرين من بلاد الشام مع الشعب البرازيلي أصبحوا جزءًا لا يتجزء منه وتحدثوا لغته وشاركوا في الحياة السياسية والثقافية، وهذا ما ساعد في انتشار الكبة بين كل فئات المجتمع وتصبح من أبرز الأكلات في البرازيل.
أنواع الكبة
الكبة تتخذ شكل الأقراص المكورة من المنتصف والمدببة من الأعلى والأسفل، ويكون السطح الخارجي لها من البرغل الممزج بالحمة المفروضة الناعمة، وتحشى أيضًا باللحمة المفروضة والمكسرات والبصل والتوابل المختلفة.
لكن مع انتشارها في مختلف دول العالم ظهرت أنواع كثيرة منها وفقًا لثقافة كل شعب سواء في أوروبا أو أمريكا الجنوبية أو حتى آسيا، وتفنن الطهاة في صناعة الكبة بطرق مبتكرة ؛ فظهر الكبة المقلية والصينية والمشوية والمحشية والدمشقية وغيرها من الأنواع الكثيرة؛ إلا أن كبة بلاد الشام تظل هي الأشهر على الإطلاق.
.