‎في مشهد مهيب استمر على مدار الـ48 ساعة الماضية، تمكنت مصر من نقل مركب الشمس للملك خوف الأول، والتي تعتبر أقدم مركب في العالم إلى المتحف المصري الكبير بمنطقة آثار الهرم أمام الأهرامات الثلاثة.

‎مشروع نقل مركب الملك خوفو يهدف إلى الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي مصنوع من الخشب في التاريخ الإنساني، حيث تبلغ من العمر أكثر من 4600 عام، فيما تسعى السلطات المصرية بعرضها بطريقة لائقة تتناسب مع أهميتها بالمتحف المصري الكبير.

‎من جانبه قال اللواء عاطف مفتاح المُشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به،  إن عملية نقل مركب الشمس تعد واحدة من أهم المشروعات الهندسية الأثرية المعقدة والفريدة، لافتًا إلى أن عملية النقل كانت نتاج دراسة وتخطيط لفترة امتدت إلى عام كامل.

‎وأضاف (مفتاح)، في تصريحات نقلتها الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصرية عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)،  أن عملية النقل تمت بدقة شديد مع ضمان كافة سبل الحماية للمركب والتي تم نقلها كقطعة واحدة داخل هيكل معدني وتم رفعها إلى العربة الذكية آلية التحكم عن بعد والتي تم استقدامها من الخارج خصيصًا لنقل المركب بطريقة آمنة تمامًا، حيث تعمل العربة على المناورة في المنحنيات والملفات وامتصاص أية اهتزازات، لافتًا إلى أن طولها 42 مترًا وتزن 20 طنًا، كما تم تركيب أجهزة القياس الخاصة لاختبار أداء العربة وثبات الهيكل المعدني وميول الطريق.

‎وأكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن عملية نقل مركب الشمس جاءت بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية، وفقًا لقانون حماية الآثار، حيث في أغسطس ٢٠٢٠ تم غلق متحف مركب خوفو بمنطقة آثار الهرم- الذي كان يحتوي على المركب- والعمل على تأهيل المركب ونقلها للمتحف المصري الكبير.

‎وأضاف (وزيري)، أن عملية النقل تمت بعد مجهود كبير في الفك والتغليف والتدعيم والتعقيم، حيث تم تنظيف المركب تنظيفًا ميكانيكيًا وتعقيمها بالكامل خلال جميع مراحل العمل، ثم العمل على تقوية الأجزاء الضعيفة بجسم المركب وحقن وتدعيم بعض الشروخ وتغليف بعض القطع التي تم فكها مثل المجاديف بأحدث الأساليب العلمية، كما تم عمل حواضن حول جسم المركب بالكامل وربطها بإحكام داخل الهيكل المعدني لضمان ثبات المركب أثناء النقل، لافتًا إلى أن عملية نقل مركب الشمس استغرقت حوالي 48 ساعة.

‎يُذكر أن المتحف المصري الكبير من المقرر أن ينظم مؤتمرًا لوسائل الإعلام المختلفة للكشف عن تفاصيل نقل مركب الملك خوفو، وشرح لكيفية عرضه بالمتحف المصري الكبير.